منظمة أكاديميون من أجل المساواة وحركة "بروفايل جديد"، المناضلين ضد عسكرة الأكاديميّة الاسرائيليّة وتأثيرها على المجتمع الإسرائيلي، يقفون إلى جانب الطلبة الفلسطينيين في الجامعة العبريّة، في نضالهم ضد تواجد الجيش في الجامعة. في الذكرى السنويّة لإحياء النكبة الفلسطينيّة، نشر الطلبة الأعضاء في فرع الجبهة الطلّابيّة في الجامعة العبريّة شريطًا مصورًا، الذي يتناول محطات تاريخيّة مختلفة في مسيرة العنف المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. حيث تتناول المحطّة الأخيرة موضوع العسكرة المتزايدة في الجامعة العبريّة ومشاركة الجامعة مع مساعي القمع والسلب الممارسة ضد سكّان حي العيساويّة، الحي ا
لمجاور للجامعة. "النكبة مستمرة، موجودة بشكل يوميّ – لم ننس ولن ننس"، لخّص الطلبة. لتوضيح الادعاء، ظهر في الشريط المصوّر صور للجنود الطلبة المتواجدين في كافة زوايا الجامعة: المكتبة، المقهى، غرفة الحواسيب وبالطبع في مدرجات وساحات الجامعة.
ردود الاستنكار المتوقّعة لم تتأخر. منظمات اليمين في الجامعة ووسائل الإعلام اليمينيّة أظهرت الشريط المصور كدعوة للتحريض والمسّ بالجنود الطلبة. ودعوا مدراء الجامعة لاتخاذ خطوات ضد الطلبة المسؤولين عن الشريط. وتقدّم النائب أوفير سوبر (الاتحاد القومي) بشكوى للمستشار القضائي للحكومة مطالبًا بفتح تحقيق جنائي ضد مبادري، منتجي وناشري الشريط. خليّة "أوفك"، المنتمية لحزب العمل، استنكرت الشريط بسبب إمكانية تفسيره " كدعوة للمس بالجنود الطلبة" لكن أعربت عن رغبتها باتباع علاقات "شراكة حقيقية" مع فرع الجبهة الطلابيّة في الجامعة. نقابة الطلبة في الجامعة العبريّة وعلى الرغم من إعلانها عن رغبتها بتقبّل النقد والرأي الآخر، أدانت "بأشد العبارات الإشارة إلى طلاب في الجامعة، وبالأخص الدعوة للعنف او التحريض ضدهم" وشددت التزامها بالتأكد "أن يشعر الجميع بالأمان في الجامعة". القلق، لإزالة الشك، هو على المجندين والمجندات الدارسين في الجامعة، الذين تمّ تهديدهم كما يدعون. خمسة خلايا طلّابيّة- "لافي" التابع لحزب الليكود، خليّة "يمينا"، "إم ترتسو"، شباب "يش عتيد" والخليّة الطلّابيّة التابعة لـ "كحول لفان" أعلنوا تظاهرهم يوم الاثنين الـ 25 من الشهر الجاري، مطالبين بردّ حاد من قبل الجامعة ضد أعضاء الجبهة الطلابيّة ودعمًا للجنود في الجامعة.
ردّت الجامعة انها "تسمح بحريّة التعبير لكافّة الادعاءات والتوجهات، بشرط ألا تخالف النشاطات القانون". تظهر الجامعة بحق، أمرًا واحدًا غير صحيحٍ في الشريط المصوّر: حين قيل أنه تواجد على سقف الجامعة قناصة وجّهت بنادقها تجاه العيساويّة. مع ذلك، فإن ردّ الجامعة يتجاهل الردّ الكامل والصحيح: على سطح مبنى "رابين" لعلوم "اليهوديّة" تمركز بالفعل رجال شرطة بزيهم الرسمي، لكنهم كانوا مصورين وليس قناصة. وقاموا بمراقبة التحركات في الحي وتوثيقها. وفي رد الجامعة لا يوجد أي ذكر لمشاركتها الفعليّة مع الشرطة في العقاب الجماعي المفروض على العيساويّة، في سدّ المدخل الجنوبي للحي. فعليَا، قمنا بالتأكد أنه وحسب رواية الشرطة فإن سد المدخل المستمر هو نتيجة لطلب الجامعة، وأنها بإعلانها عدم وجود أية حاجة أمنية بإغلاق هذا المدخل، سيتمّ إلغاء الإغلاق. من المهم التذكير، أن عشرات سكان العيساويّة يدرسون ويعملون في حرم جبل المشارف.
في ردّها على التوجهات حول الشريط المصوّر لفرع الجبهة الطلّابيّة، تذكر الجامعة أمرًا خاطئًا آخر. تنكر الجامعة الحقيقة ان طلبة فلسطينيين أخرجوا من المساكن، بإنذارهم بفترة قصيرة، من أجل إتاحة أماكن لما تحوّل لاحقًا لقاعدة عسكريّة داخل مساكن الطلبة "ريزنيك".
تابعت منظّمة اكاديميون من أجل المساواة بقلق شديد خلال السنوات الأخيرة عمليّة العسكرة المتنامية والمتزايدة في الجامعة العبريّة. العمليّة التي وصلت أوجها في السنة الأخيرة، مع بدء تطبيق خطّة التدريب الأكاديميّة-العسكريّة "حفتسلوت". الخطّة التي لم تشمل معها فقط أشكال عدّة من التمييز، بل زادت بشكل كبير مرتدي الزي العسكري وحملة السلاح في الجامعة، وجو الثكنة العسكريّة أصبح حاضرًا أكثر من أي وقت مضى. من المفهوم ضمنًا أن الطلبة الفلسطينيين يشعرون بالتهديد. اذ يتطور لديهم اغتراب وغضب تجاه المؤسسة التي يدرسون بها والتي يربطونها الآن بشكل أكبر مع ممارسات السلب والسيطرة على المساحة التي عرفوها منذ ولادتهم. هذه الأحاسيس الصادقة أدت لدمج المجريات الأخيرة في الجامعة العبريّة كمحطة آنية في النكبة المستمرة.
إن الضرر الناتج من هذا التوجه سندفع ثمنه جميعًا. الجامعة يجب ان تحافظ على نفسها كمؤسسة مدنيّة بشكل واضح. عليها ترك الثكنات، الزي العسكري والسلاح خارج حدود الجامعة. نحن نتوقّع أن تظهر الجامعة العبريّة حساسيّة وتفهّم لضائقة الطلبة الفلسطينيين في داخلها، الذين ملأهم الشعور بالتهديد بسبب الجو العسكري المتزايد والذي يسيطر على الجامعة. نحن نتأمل أن تقف الجامعة بصلابة من أجل الدفاع عن حريّة التعبير في الجامعة وأن تؤكّد للخلايا الطلابيّة اليمينيّة أنها لن تسمح بأي تهديد أو اعتداء ضد الطلبة الذي عبّروا عن رأيهم. نحن ندعو إدارة الجامعة العبريّة الى الوقف الفوري لتعاونها في فرض الحصار على العيساوية.
Comments